المشير حابس المجالي اسطورة معارك اللطرون وباب الواد
معالي المشير حابس المجالي / (حابس حبسهم بالوادي .. حابس وجنوده وتادي)
سنة الهية تلك الثورة التي أججها رجال الكرك والمحيطون بها ، حاملين مئات بل آلاف من صفحات التاريخ العريق، الهية أو هية الكرك تعد فاصلة حاسمة في تاريخ نضال الشعب العربي، وعلامة أولى للتحول من حقبة معتمة إلى أخرى مسكونة بالأمل والهواجس معاً، هنا.. في هذه اللحظة التاريخية، والرجال الأحرار ينثرون أرواحهم فداء للأرض والكرامة رفعاً للظلم والظلام، فينثرونها دحنوناً مرتوياً كما يطلقون الرصاص من أفواه البنادق معدودة العد والعدة، هنا بالتحديد عندما سيرت الدولة العثمانية قطعانها المدججة بالمدافع والعسكر من أجل هدم البيوت وحصد الأرواح الأبية والعصية على الرضوخ، ومن اجل ملئ القلعة بالمعتقلين والسجناء، وهي التي بنيت حضارة بعد حضارة لحفظ الأرض والأنفس والأعراض.
وسط كل ذلك، في خضم إرهاصاته أنجبت بندر الكركية حابس المجالي ، ولدته في المعتقل وهي ترافق (مشخص) فكانتا أول معتقلتين سياسيتين في المنطقة، حرائر ثائرات وزوجات شيوخ، قادوا ثورة كانت بوابة كبرى عبرت منها حركات التحرر العربية حتى انطلاق ثورة العرب الكبرى.
ولد حابس المجالي من رحم الثورة وعلى جبينه رايات المرحلة القادمة ، ففي تلك السنة 1910 م أرخ لمولد المشير حابس المجالي، وإن ذهب البعض إلى أن ولادته كانت سنة 1914 م، لكن العرب كانوا يؤرخون بالأحداث وهو من أبناء سنة الهيّة ، ولعل من آثار تلك المرحلة أن دفعت بحابس للالتحاق بالخدمة العسكرية في سن مبكرة، فهو مفطور على النضال والفروسية، حاملاً في ذاكرته وفكره صور تلك البطولات التي خطّها الآباء والأجداد في سجلات الفخار الأردني، فلم يكن عام 1932 م يؤرخ لدخول منتسب جديد لصفوف الجيش العربي الناشئ فقط، بل يؤكد على توجهات شاب توج حياته ووطنه بالبطولة والفداء، حيث أخذ الفتى الكركي يثبت نبوغه العسكري وإخلاصه الحقيقي من خلال تدرجه في الرتب والمناصب العسكرية التي كلما علت وزاد رقيها ثقلت مسؤولياتها وتعاظمت واجباتها.
يعد حابس المجالي أسطورة عسكرية تجلت صورها من خلال حروب جيش الإنقاذ في فلسطين عام 1948 م ، فلا زالت الوثائق الإسرائيلية والعربية تشهد على شجاعته وحنكته كلما حمي وطيس المعركة، فهو أسد معارك القدس في اللطرون وباب الواد .
ففي معركة اللطرون التي قاد خلالها حابس القوات الأردنية المكونة من (1200) جندي في مواجهة شرسة مع عدد جيد التسليح يصل تعداده إلى (6500) جندي، وتمكن هذا القائد الشاب أن يدفع بالقوات الأردنية للتفوق وتحقيق نصر عز نظيره في تلك الحروب، منادياً نشامى الجيش العربي بعبارته الشهيرة ( الموت ولا الدنية) فتلحق بالقوات الإسرائيلية هزيمة نكراء، وقد قدرت بعض الجهات اليهودية خسائرها بألفي قتيل، وأسر عدد كبير من الإسرائيليين من بينهم رئيس وزراء إسرائيل السابق (ارئيل شارون) ونقل إلى معسكر الأسرى في مدينة المفرق، وقد كانت هذه المعركة خطوة كبيرة في تحرير القدس، ليكون النقيب حابس المجالي يومها قد كسر توقعات العدو، ورفع معنويات الجيوش العربية التي عانت من إخفاقات متلاحقة.
أما معركة باب الواد فهي درس بالغ القسوة لقنه اسود الجيش العربي الأردني لليهود بقيادة حابس المجالي، وقد وقعت هذه المعركة بعد اقل من أسبوع على معركة اللطرون ، وتجلت في هذه المعركة أروع صور البسالة والفداء ، وانقضّ نشامى الجيش على خطوط اليهود مقدمين أرواحهم فداء للقدس والأرض المباركة، ففتكوا بهم والحقوا بهم شر هزيمة. فلقد قتل منهم المئات وجرح أكثر من ألف جندي وعدد من الأسرى، في حين استشهد من الجيش العربي الأردني عشرون جندياً، وبذلك تمكنت القوات الأردنية من تحرير مدينة القدس من يد القوات الإسرائيلية من خلال رائعة عسكرية، وملحمة تاريخية قدم فيها حابس المجالي نفسه كقائد عظيم قادر على التعامل مع أقسى الظروف وفي ظل ضعف الإمكانيات للقوات العربية ، وسجل الجيش الأردني واحدة من انصع الصفحات في التاريخ العربي الحديث، فقد قال مؤسس الكيان الإسرائيلي ديفيد بنغوريون عام 1949 م أمام الكنيست "لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها أمام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة".
وفي ظروف صعبة واجهت الأردن أصبح المشير حابس المجالي قائداً عاماً للجيش عام 1970 م، ليثبت من جديد انه الجندي الوفي والشجاع ، وانه قادر إذا ما دعت الحاجة، أن يلبي نداء الواجب في أحلك الظروف لتعود عمّان عاصمة للأمن والطمأنينة، وداراً لأحرار العرب ومستغيثيهم، لذلك لم يبخل (أبو سطام ) حابس بيوم واحد من عمره على الوطن الغالي.
وتقلد مناصب عدة وهبها كل ما يستطيع لا يبغى غير حفظ الأرض الأردنية وخدمة شعبها وقيادتها، فعين كبيراً لأمناء جلالة الملك ووزيراً للبلاط ووزيراً للدفاع وعضواً في مجلس الأعيان حتى وفاته.
وكان القائد البطل رقيق القلب ، مرهف الحس، كثيراً ما انساب الشعر على لسانه رقيقاً سلساً، ومن أشعاره:
يا عيال مين يريحني
ويطرد هوى البيض يومين
وانا هوى البيض سوسحني
سم وسقط بين ضلعيني
دنا القلم وابيض القرطاس
وبخاطري ناظم بيتين
عاللي بهواها سلين الناس
سبع سنين تواليني
وش علمك بالمراجيل
ياردي الجبل وش علمك بالمراجيل
والمشي بالليل حنا ارجال
حنا كراسيها حنا رماح
القنا لا تعكزت فيها
................................................................................
ابيات "حداء" قالها المشير حابس باشا لنيل الفرس "حمامة" هدية الامير عبدالله الى ارفيفان باشا المجالي حيث ارتأى الباشا ارفيفان ان يهديها لاحد ابناءه لكن اشترط عليهم وصف الفرس بأبيات من الشعر وفيها قال حابس :
حمامتي حبيتي ****يوم الوغا خيالها
عطية من سيدي**** نعم العطا هدايها
شقراء ذهوب ترجدي**** شفت السبق بوصافها
ياعنقها يحاكي الجدي**** سبحان حظً جابها
مايعتلي سرجها ردي**** ما دمت انا خيالها
الله تنصر سيدي**** ركن العرب وسياجها
عاش المشير حابس المجالي قرابة التسعين عاماً قضاها جندياً مقاتلاً وقائداً شجاعاً ومسؤولاً رفيع المستوى حتى وفاته في 24 /4 /2001 .. رحمه الله.
............................................................................................................................................
سنة الهية تلك الثورة التي أججها رجال الكرك والمحيطون بها ، حاملين مئات بل آلاف من صفحات التاريخ العريق، الهية أو هية الكرك تعد فاصلة حاسمة في تاريخ نضال الشعب العربي، وعلامة أولى للتحول من حقبة معتمة إلى أخرى مسكونة بالأمل والهواجس معاً، هنا.. في هذه اللحظة التاريخية، والرجال الأحرار ينثرون أرواحهم فداء للأرض والكرامة رفعاً للظلم والظلام، فينثرونها دحنوناً مرتوياً كما يطلقون الرصاص من أفواه البنادق معدودة العد والعدة، هنا بالتحديد عندما سيرت الدولة العثمانية قطعانها المدججة بالمدافع والعسكر من أجل هدم البيوت وحصد الأرواح الأبية والعصية على الرضوخ، ومن اجل ملئ القلعة بالمعتقلين والسجناء، وهي التي بنيت حضارة بعد حضارة لحفظ الأرض والأنفس والأعراض.
وسط كل ذلك، في خضم إرهاصاته أنجبت بندر الكركية حابس المجالي ، ولدته في المعتقل وهي ترافق (مشخص) فكانتا أول معتقلتين سياسيتين في المنطقة، حرائر ثائرات وزوجات شيوخ، قادوا ثورة كانت بوابة كبرى عبرت منها حركات التحرر العربية حتى انطلاق ثورة العرب الكبرى.
ولد حابس المجالي من رحم الثورة وعلى جبينه رايات المرحلة القادمة ، ففي تلك السنة 1910 م أرخ لمولد المشير حابس المجالي، وإن ذهب البعض إلى أن ولادته كانت سنة 1914 م، لكن العرب كانوا يؤرخون بالأحداث وهو من أبناء سنة الهيّة ، ولعل من آثار تلك المرحلة أن دفعت بحابس للالتحاق بالخدمة العسكرية في سن مبكرة، فهو مفطور على النضال والفروسية، حاملاً في ذاكرته وفكره صور تلك البطولات التي خطّها الآباء والأجداد في سجلات الفخار الأردني، فلم يكن عام 1932 م يؤرخ لدخول منتسب جديد لصفوف الجيش العربي الناشئ فقط، بل يؤكد على توجهات شاب توج حياته ووطنه بالبطولة والفداء، حيث أخذ الفتى الكركي يثبت نبوغه العسكري وإخلاصه الحقيقي من خلال تدرجه في الرتب والمناصب العسكرية التي كلما علت وزاد رقيها ثقلت مسؤولياتها وتعاظمت واجباتها.
يعد حابس المجالي أسطورة عسكرية تجلت صورها من خلال حروب جيش الإنقاذ في فلسطين عام 1948 م ، فلا زالت الوثائق الإسرائيلية والعربية تشهد على شجاعته وحنكته كلما حمي وطيس المعركة، فهو أسد معارك القدس في اللطرون وباب الواد .
ففي معركة اللطرون التي قاد خلالها حابس القوات الأردنية المكونة من (1200) جندي في مواجهة شرسة مع عدد جيد التسليح يصل تعداده إلى (6500) جندي، وتمكن هذا القائد الشاب أن يدفع بالقوات الأردنية للتفوق وتحقيق نصر عز نظيره في تلك الحروب، منادياً نشامى الجيش العربي بعبارته الشهيرة ( الموت ولا الدنية) فتلحق بالقوات الإسرائيلية هزيمة نكراء، وقد قدرت بعض الجهات اليهودية خسائرها بألفي قتيل، وأسر عدد كبير من الإسرائيليين من بينهم رئيس وزراء إسرائيل السابق (ارئيل شارون) ونقل إلى معسكر الأسرى في مدينة المفرق، وقد كانت هذه المعركة خطوة كبيرة في تحرير القدس، ليكون النقيب حابس المجالي يومها قد كسر توقعات العدو، ورفع معنويات الجيوش العربية التي عانت من إخفاقات متلاحقة.
أما معركة باب الواد فهي درس بالغ القسوة لقنه اسود الجيش العربي الأردني لليهود بقيادة حابس المجالي، وقد وقعت هذه المعركة بعد اقل من أسبوع على معركة اللطرون ، وتجلت في هذه المعركة أروع صور البسالة والفداء ، وانقضّ نشامى الجيش على خطوط اليهود مقدمين أرواحهم فداء للقدس والأرض المباركة، ففتكوا بهم والحقوا بهم شر هزيمة. فلقد قتل منهم المئات وجرح أكثر من ألف جندي وعدد من الأسرى، في حين استشهد من الجيش العربي الأردني عشرون جندياً، وبذلك تمكنت القوات الأردنية من تحرير مدينة القدس من يد القوات الإسرائيلية من خلال رائعة عسكرية، وملحمة تاريخية قدم فيها حابس المجالي نفسه كقائد عظيم قادر على التعامل مع أقسى الظروف وفي ظل ضعف الإمكانيات للقوات العربية ، وسجل الجيش الأردني واحدة من انصع الصفحات في التاريخ العربي الحديث، فقد قال مؤسس الكيان الإسرائيلي ديفيد بنغوريون عام 1949 م أمام الكنيست "لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها أمام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة".
وفي ظروف صعبة واجهت الأردن أصبح المشير حابس المجالي قائداً عاماً للجيش عام 1970 م، ليثبت من جديد انه الجندي الوفي والشجاع ، وانه قادر إذا ما دعت الحاجة، أن يلبي نداء الواجب في أحلك الظروف لتعود عمّان عاصمة للأمن والطمأنينة، وداراً لأحرار العرب ومستغيثيهم، لذلك لم يبخل (أبو سطام ) حابس بيوم واحد من عمره على الوطن الغالي.
وتقلد مناصب عدة وهبها كل ما يستطيع لا يبغى غير حفظ الأرض الأردنية وخدمة شعبها وقيادتها، فعين كبيراً لأمناء جلالة الملك ووزيراً للبلاط ووزيراً للدفاع وعضواً في مجلس الأعيان حتى وفاته.
وكان القائد البطل رقيق القلب ، مرهف الحس، كثيراً ما انساب الشعر على لسانه رقيقاً سلساً، ومن أشعاره:
يا عيال مين يريحني
ويطرد هوى البيض يومين
وانا هوى البيض سوسحني
سم وسقط بين ضلعيني
دنا القلم وابيض القرطاس
وبخاطري ناظم بيتين
عاللي بهواها سلين الناس
سبع سنين تواليني
وش علمك بالمراجيل
ياردي الجبل وش علمك بالمراجيل
والمشي بالليل حنا ارجال
حنا كراسيها حنا رماح
القنا لا تعكزت فيها
................................................................................
ابيات "حداء" قالها المشير حابس باشا لنيل الفرس "حمامة" هدية الامير عبدالله الى ارفيفان باشا المجالي حيث ارتأى الباشا ارفيفان ان يهديها لاحد ابناءه لكن اشترط عليهم وصف الفرس بأبيات من الشعر وفيها قال حابس :
حمامتي حبيتي ****يوم الوغا خيالها
عطية من سيدي**** نعم العطا هدايها
شقراء ذهوب ترجدي**** شفت السبق بوصافها
ياعنقها يحاكي الجدي**** سبحان حظً جابها
مايعتلي سرجها ردي**** ما دمت انا خيالها
الله تنصر سيدي**** ركن العرب وسياجها
عاش المشير حابس المجالي قرابة التسعين عاماً قضاها جندياً مقاتلاً وقائداً شجاعاً ومسؤولاً رفيع المستوى حتى وفاته في 24 /4 /2001 .. رحمه الله.
............................................................................................................................................
بعض قصائد المشير حابس المجالي
فروسية الحُب والحرب
تقول الاسطورة اليونانية القديمة «ان الذين يُجيدون العشق هم الفرسان فقط»..
نستذكر هذه الحكمة ، قبل ان نُشرع بالحديث عن فارس مقدام وعاشق نبيل ، كتب في سفر الوطن ، ابجديات التضحية والفداء ، الممزوجة بفروسية الهوى والقصيدة ، حيث استطاع المشير الركن المرحوم حابس المجالي ، ان يضع الحكمة والكلمة في قالب جميل ، قادمة من اصالة تربى عليها في مضارب والده شيخ المشايخ رفيفان المجالي ، عندما كان الصفاء الذي يسكن في نفس «حابس» الطاهرة ، يعكس صورة شاعر غذاؤه الجمال ، وانهمار اللحن في جسد القصيدة ، ليوجز حكاية شهامة وحب عتيق ، بمفردات نقية ، وببلاغة شاعر تستهويه المروءة وتستعذبه الرقة ، وتموج في داخله قيم نبيلة.
كذلك فإن «الباشا» أثرى الموروث الشعبي هنا ، بكم هائل من الاشعار العذبة المغناة ، ولا تزال عالقة في الغناء الشعبي القشيب :
باللّه.. يا نجم يا وضاح
واشرف على إحبيّب القلب وقل له
ترى.. وليفك سهران
ما ينام الليل كله..
اما ربع «الكفافي الحُمر» ، فقد كانوا حصة العشق الابدي للباشا الشاعر ، حين ابلغ الجنود وزف البشرى إليهم ، بأن النشميات لا يعشقن الجبناء ، ولا تعلو زغاريدهن الا عندما يزغرد الرصاص في بواريد الجيش العربي :
إتخسا يا كوبان ، ما إنتَّ ولف إللّي
ولفي شاري الموت ، لابس عسكري
يزها بثوب العز ، واقف معتلي
بعيون صقرْ ، للقنص متحضري
وهذا صوت «حابس» يعطر المكان ، حيا في كتائب الجيش العربي وألويته المظفرة والدماء الزكية منذورة للدفاع عن «القدس» ابوابها وأسوارها ، يدحرون قطعان جيش الاحتلال الصهيوني ، وحداءهم يشق عنان السماء ، مرددين اهازيج «الباشا» ، التي تحثهم على الجهاد والشهادة والاستبسال:
راكبْ إللي فوقها رقم الكتيبة
مع طريق القدس جّنكْ ساحبات
فوقها الرشاش والمدفع جنيبه
تصّلى «اليهود» بضرب الفكرزات
ومن قصائدة ايضاً:
يا هلي يا هلي والعذر ليكم يا هلي
من عركة سويتها ادبة فيها المعتدي
يا بلادي عديتها من كل كافر ملحدي
......................................................................................................................................................
((كلمات كان يرددها المشير حابس المجالي))
خلقت للمعنويات وليس للماديات.
انا لا اتكلم عن نفسي بل افعالي تتكلم عني.
وانا لا يهمني لا الكبييير ولا الصغييير.
الاردن الاردن والكرك رجالها يحموها.
.............................................................................................
تقول الاسطورة اليونانية القديمة «ان الذين يُجيدون العشق هم الفرسان فقط»..
نستذكر هذه الحكمة ، قبل ان نُشرع بالحديث عن فارس مقدام وعاشق نبيل ، كتب في سفر الوطن ، ابجديات التضحية والفداء ، الممزوجة بفروسية الهوى والقصيدة ، حيث استطاع المشير الركن المرحوم حابس المجالي ، ان يضع الحكمة والكلمة في قالب جميل ، قادمة من اصالة تربى عليها في مضارب والده شيخ المشايخ رفيفان المجالي ، عندما كان الصفاء الذي يسكن في نفس «حابس» الطاهرة ، يعكس صورة شاعر غذاؤه الجمال ، وانهمار اللحن في جسد القصيدة ، ليوجز حكاية شهامة وحب عتيق ، بمفردات نقية ، وببلاغة شاعر تستهويه المروءة وتستعذبه الرقة ، وتموج في داخله قيم نبيلة.
كذلك فإن «الباشا» أثرى الموروث الشعبي هنا ، بكم هائل من الاشعار العذبة المغناة ، ولا تزال عالقة في الغناء الشعبي القشيب :
باللّه.. يا نجم يا وضاح
واشرف على إحبيّب القلب وقل له
ترى.. وليفك سهران
ما ينام الليل كله..
اما ربع «الكفافي الحُمر» ، فقد كانوا حصة العشق الابدي للباشا الشاعر ، حين ابلغ الجنود وزف البشرى إليهم ، بأن النشميات لا يعشقن الجبناء ، ولا تعلو زغاريدهن الا عندما يزغرد الرصاص في بواريد الجيش العربي :
إتخسا يا كوبان ، ما إنتَّ ولف إللّي
ولفي شاري الموت ، لابس عسكري
يزها بثوب العز ، واقف معتلي
بعيون صقرْ ، للقنص متحضري
وهذا صوت «حابس» يعطر المكان ، حيا في كتائب الجيش العربي وألويته المظفرة والدماء الزكية منذورة للدفاع عن «القدس» ابوابها وأسوارها ، يدحرون قطعان جيش الاحتلال الصهيوني ، وحداءهم يشق عنان السماء ، مرددين اهازيج «الباشا» ، التي تحثهم على الجهاد والشهادة والاستبسال:
راكبْ إللي فوقها رقم الكتيبة
مع طريق القدس جّنكْ ساحبات
فوقها الرشاش والمدفع جنيبه
تصّلى «اليهود» بضرب الفكرزات
ومن قصائدة ايضاً:
يا هلي يا هلي والعذر ليكم يا هلي
من عركة سويتها ادبة فيها المعتدي
يا بلادي عديتها من كل كافر ملحدي
......................................................................................................................................................
((كلمات كان يرددها المشير حابس المجالي))
خلقت للمعنويات وليس للماديات.
انا لا اتكلم عن نفسي بل افعالي تتكلم عني.
وانا لا يهمني لا الكبييير ولا الصغييير.
الاردن الاردن والكرك رجالها يحموها.
.............................................................................................
:من القصائد المغناه بالباشا
يالبيض حدن على اهل الدار
حدن على ابو سطام قايدن فني
..جلعيزريه.. واطلق النار
..خل المدافع يرجن
..................................................................................ز
يالبيض حدن على اهل الدار
حدن على ابو سطام قايدن فني
..جلعيزريه.. واطلق النار
..خل المدافع يرجن
..................................................................................ز
أول أربع ابيات من القصيدة هي لمعالي وزير الداخلية السابق صالح رفيفان المجالي شقيق المشير حابس المجالي حيث أحب فتاة كركيه كان حب شريفا حب البدو الاوائل لكنه لم يكتمل با الزواج بظروف خارجة عن ارادة المحبين حيث تمت خطبة المحبوبه لابن عم لها عاش هذا الحب مدة تزيد عن سبع سنوات ..... القصيدة هي :
دن القلم وأبيض القرطاس وبخاطري نظم بيتيني
علي َ بهواها سليت الناس سـبع سـنينَ توالينـي
وأنـا ويـاها طوانا اليـاس من يشتري قلوبنا ديني
ابو عيون غشاها نعاس دبلً كما النرجس الزيني
والي يحير غزير الراس شعرًعلى المتن قرنيـني
الخشم سيف مع القواس من صنعة الهند والصيني
ثنا بيض تقول الماس أو لمعة البرق بالعيني
حبتها تشفي عليل الناس حرمت على النذل والشيني
بياض رقبته بياض الكاس بارز على الصدر نهديني
الطول بعزه غصن مياس نابت على ضفت العيني
جاني خبر خطبتك لاباس حكم الدهر جاير شيني
حرمتَ أنا الحب والهوجاس من خطبتك يا رياش العيني
وانا اشهد أنك شريفة ناس عفيفة الجـيبي والعـيني
دن القلم وأبيض القرطاس وبخاطري نظم بيتيني
علي َ بهواها سليت الناس سـبع سـنينَ توالينـي
وأنـا ويـاها طوانا اليـاس من يشتري قلوبنا ديني
ابو عيون غشاها نعاس دبلً كما النرجس الزيني
والي يحير غزير الراس شعرًعلى المتن قرنيـني
الخشم سيف مع القواس من صنعة الهند والصيني
ثنا بيض تقول الماس أو لمعة البرق بالعيني
حبتها تشفي عليل الناس حرمت على النذل والشيني
بياض رقبته بياض الكاس بارز على الصدر نهديني
الطول بعزه غصن مياس نابت على ضفت العيني
جاني خبر خطبتك لاباس حكم الدهر جاير شيني
حرمتَ أنا الحب والهوجاس من خطبتك يا رياش العيني
وانا اشهد أنك شريفة ناس عفيفة الجـيبي والعـيني
صوره وقصيده:
حابس لم يكن ليخفي سبب قصيدته تلك لو لم يذكرها ...ولكننا احيانا نحتفظ بالذكرى لأنها...من ريح حابس...لكن اليوم احضرت صورا هي من ملفات الباشا حابس الخاصه وسبب قصيدته المشهوره( والعصر مع هبة الطارش) ..الصور هي سبب القصيده مع علمي انكم تعرفون القصه وتعرفون الشخصيات جيدا....ومع ذلك اعتبر ان هذه الصور تاريخ صعب ان يخفى لقصة اسطورة عسكرية عاشقه اسمها حابس....
قمـت أتـذكر وأنـا جالـس بمقـبولة العـين والصـوره
والعصر مع هبت الطارش رن الجرس يطلب الشونه
يا حابس قـم كلـم الهاتف وأسرار با القلب مكتومه
مقبـولـه دمـعهـا ذارف من غيري ما لها زبـونه
وأن سلم راسي وأنا حابس لهجم على الترف بقصوره
من فوق شقرا لها سايس با الأصل والركب محظوره
من فوقها لطعن الـفارس وأخذ عشيري بحنتوره
..............................................................................................
حابس لم يكن ليخفي سبب قصيدته تلك لو لم يذكرها ...ولكننا احيانا نحتفظ بالذكرى لأنها...من ريح حابس...لكن اليوم احضرت صورا هي من ملفات الباشا حابس الخاصه وسبب قصيدته المشهوره( والعصر مع هبة الطارش) ..الصور هي سبب القصيده مع علمي انكم تعرفون القصه وتعرفون الشخصيات جيدا....ومع ذلك اعتبر ان هذه الصور تاريخ صعب ان يخفى لقصة اسطورة عسكرية عاشقه اسمها حابس....
قمـت أتـذكر وأنـا جالـس بمقـبولة العـين والصـوره
والعصر مع هبت الطارش رن الجرس يطلب الشونه
يا حابس قـم كلـم الهاتف وأسرار با القلب مكتومه
مقبـولـه دمـعهـا ذارف من غيري ما لها زبـونه
وأن سلم راسي وأنا حابس لهجم على الترف بقصوره
من فوق شقرا لها سايس با الأصل والركب محظوره
من فوقها لطعن الـفارس وأخذ عشيري بحنتوره
..............................................................................................
ولا يخفى علينا القصيده الأزليه برحمة حابس ووصفي والتي ينتخي
....فيها اخو خضرا
.ياراكـب(ن) فـوق طياره.. فوق(ن) من الناس متعلي
سلم لاجيت اخو خضره ودياره
سلم لا جيت وهلي
سلم على قايد الرابعه
سلم على حابس مجلي
وياراكبن من فوق طياره
ودي مراسيلي للتلي
قله يلبي للوطن حر
ومن فوقها حابس المجلي
....فيها اخو خضرا
.ياراكـب(ن) فـوق طياره.. فوق(ن) من الناس متعلي
سلم لاجيت اخو خضره ودياره
سلم لا جيت وهلي
سلم على قايد الرابعه
سلم على حابس مجلي
وياراكبن من فوق طياره
ودي مراسيلي للتلي
قله يلبي للوطن حر
ومن فوقها حابس المجلي
قصيدة للمشير حابس المجالي (أخو خضره) تذكر بها محبوبته في أوج معركة باب واخذ يتغنى بها ببدويته المحببه .......
والعصر مع هبة الطارش.
رن الجرس يطلب الشونه.
يا حابس قم كلم الهاتف.
وأسرار بالقلب مكتومة.
من فوق شقرا لها سايس.
بالركض والطرد مشهورة.
ع ظهرها لطرح الفارس.
واخذ عشيري بحنتورا.
وان سلم راسي ونا حابس.
لهجم على الترف بقصورا.
والعصر مع هبة الطارش.
رن الجرس يطلب الشونه.
يا حابس قم كلم الهاتف.
وأسرار بالقلب مكتومة.
من فوق شقرا لها سايس.
بالركض والطرد مشهورة.
ع ظهرها لطرح الفارس.
واخذ عشيري بحنتورا.
وان سلم راسي ونا حابس.
لهجم على الترف بقصورا.
مناسبة اللابيات : كانت معركة باب الواد في اوجها..وكان حابس باشا المجالي قائد الكتيبه...عندما قال له كلوب باشا هناك هدنه قد اتفقنا عليها مع الصهاينه....
فرد الباشا حابس عليه بهذه الابيات:
ما اريد انا هدنةً ياكلوب...خلى البواريد رجاده..
بيوم قيظ بحر الشوب.....والنار بالجو وقاده..
صهيوني يحسبلنا محسوب ...انه عالموت وراده...
صهيوني اتركلنا المسلوب....وابعد عن القدس وابلاده...
(وقد انتصر المشير حابس المجالي بعدها والحق بهم الخسائر بتلك المعركه)
فرد الباشا حابس عليه بهذه الابيات:
ما اريد انا هدنةً ياكلوب...خلى البواريد رجاده..
بيوم قيظ بحر الشوب.....والنار بالجو وقاده..
صهيوني يحسبلنا محسوب ...انه عالموت وراده...
صهيوني اتركلنا المسلوب....وابعد عن القدس وابلاده...
(وقد انتصر المشير حابس المجالي بعدها والحق بهم الخسائر بتلك المعركه)
في ذكرى وفاة سيد الرجال الباشا المشير الركن حابس ارفيفان
المجالي
ويبكيه لا هبـوا على الخيل فرسـان
فرســـان ساحات الوغى واشبــالها
ويــــبكيه قيصوم الشفا بارض حـوران
وجبــــال رم الشامخــــــه وظلالها
وبنت الكـــرك والسلط واللد ومعـــــان
تبكي ابو سطــــــام قرم عيـــــــالها
يالبيض نوحن واهجرن كل الاعيـــــان
نوحن على فرز الوغى وابطــــالهـا
وحدن على اللي ما خضــع يوم الاكوان
قاد الكتـــــايب وانتخـــــى برجالهــا
ذيب الغداري صــــــــانع المجـد ما لان
فوق الخيــــــول العاديه خيــــــالهــا
فرســـان ساحات الوغى واشبــالها
ويــــبكيه قيصوم الشفا بارض حـوران
وجبــــال رم الشامخــــــه وظلالها
وبنت الكـــرك والسلط واللد ومعـــــان
تبكي ابو سطــــــام قرم عيـــــــالها
يالبيض نوحن واهجرن كل الاعيـــــان
نوحن على فرز الوغى وابطــــالهـا
وحدن على اللي ما خضــع يوم الاكوان
قاد الكتـــــايب وانتخـــــى برجالهــا
ذيب الغداري صــــــــانع المجـد ما لان
فوق الخيــــــول العاديه خيــــــالهــا
المرحوم جلالة الملك الحسين والمشير حابس المجالي
ولازالت الاغنية التي تصرخ في تراث فلسطين للان وبين احياء
القدس حيث يحفظنها الرجال والنساء ويرددنها في وجوه اليهود
كتيبة قايدها حابس تقش الاخضر و اليابس
حابس و جنوده اشاوس فرسان وكلهم ابطالِ
حابس حبسهم بالوادي حابس وجنوده صِمادِ
حِسَ اخو خضره ينادِ على الهاقانا يا رجالِ
بباب الوادي و اللطرون يوم المعامع يوم الكون
انهزم جيشك يا صهيون و الوادي من دمك سالِ
القدس حيث يحفظنها الرجال والنساء ويرددنها في وجوه اليهود
كتيبة قايدها حابس تقش الاخضر و اليابس
حابس و جنوده اشاوس فرسان وكلهم ابطالِ
حابس حبسهم بالوادي حابس وجنوده صِمادِ
حِسَ اخو خضره ينادِ على الهاقانا يا رجالِ
بباب الوادي و اللطرون يوم المعامع يوم الكون
انهزم جيشك يا صهيون و الوادي من دمك سالِ
(قصيدة حبيب الزيود بالمشير حابس المجالي)
الك كانت مع الايام ثارات
يشيب هولها روس السلاطين
الك كانت على الفرسان صولات
ترج بعصفها اركان الميادين
ولك كانت يابو الشومات شومات
عليها زغردت مريوشت العين
الك من قدر ورفيفان عادات
تساهر نارها دلال وفناجين
توارثتو المكارم ذات عن ذات
وتقاسمت المفاخر يالعزييزين
اخو خضرا وفا وملفى معازيم
وبيتك عالندى والجود عمران
عقيد محجله تلعب مع الريح
سنابقها شرار في كل ميدان
....................................
يشيب هولها روس السلاطين
الك كانت على الفرسان صولات
ترج بعصفها اركان الميادين
ولك كانت يابو الشومات شومات
عليها زغردت مريوشت العين
الك من قدر ورفيفان عادات
تساهر نارها دلال وفناجين
توارثتو المكارم ذات عن ذات
وتقاسمت المفاخر يالعزييزين
اخو خضرا وفا وملفى معازيم
وبيتك عالندى والجود عمران
عقيد محجله تلعب مع الريح
سنابقها شرار في كل ميدان
....................................
محطات في حياة المشير الراحل حابس المجالي
المشير الركن حابس المجالي
الذكرى العاشرة لرحيل المشير حابس المجالي ، ابو سطام رحمه الله والاعتزاز ننحني اجلالا واحتراما وتقديرا امام سيرة قائد عظيم وهب نفسه لخدمة أمته ووطنه ومليكه بكل امانة وصدق واخلاص.
كان يمثل «الشهامة، الشجاعة، التضحية والنخوة» انه القائد الذي يصعب ان نؤرخ سيرته ومسيرة حياته ،الرجل الزعيم ببساطة خصاله وسمو افعاله.
فالرعاية والقيادة عندما تجتمعان في رجل ما - تضعان منه رجلا كبيرا في شمول المناقب والصفات ما يحتل مساحة اوسع من ان تفيها حقها الاحاديث.
سنة الهية
عندما نعرج على البيئة العامة التي كانت تحيط بولادته رحمه الله - و البيئة الدولية حُبلى بالاحداث والصراعات العالمية التي كانت تنبىء بالحرب العالمية الاولى .
اما البيئة المحلية عام 1910 او ما يقال «سنة الهية» تلك الثورة التي الهبها رجال الكرك بقيادة المرحوم قدر المجالي ؛ عندما واجه رجال الكرك الشجعان العزل طوابير عسكر الاتراك المدعمة بالمدافع ؛ ليسجلوا بذلك اروع صور البطولة الخالدة التي ما زال صداها يتردد في الذاكرة حتى اللحظة ؛ حيث تحتفظ كهوف اودية الكرك رفات عدد كبير من شهداء هذه الثورة التي تعد الشرارة الاولى ليقظة العرب والتي تكللت باعلان الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه نتيجة لهذه الاحداث وكما الزعماء الاخرين كان المغفور له باذن الله الشيخ رفيفان باشا المجالي مطاردا من قبل الاتراك الذين وضعوا عددا من نساء الكرك في سجن معان،حيث كانت (الخالة مشخص المجالي والام بندر المجالي والتي تحمل في احشائها جنينا الى سجن معان كانتا اول معتقلتين سياسيتين في المنطقة).
رايات المرحلة القادمة
في سجن معان وفي تجهم الليل «يجيى المخاض مبشرا بولادة حابس» وعلى جبينه رايات المرحلة القادمة ، فوجىء السجان بصرخة الطفل الوليد هذه الصرخة كانت ضد الظلم والطغيان ، كان حبيسا ولكن طلع منه ربيع مؤاب وكما الخنساء كانت مشخص وبندر .
وفي هذه الاثناء كان الحداد من الابطال رجال الهيه يسري في كل مكان ويتردد صداه.
يا سامي باشا ما نطيع - ولا نعد رجالنا.
لعيون مشخص والبنات ذبح العساكر كارنا.
سجلات الفخار الاردني
هذه الظروف ، ظروف الولادة مع المركز الاجتماعي للعائلة ,حياة البداوة اثرت ايجابا على طبيعة تكوين القائد والاستمرار في العطاء المتواصل ودفعت بحابس للالتحاق بالخدمة العسكرية في سن مبكر.
مفطور على النضال و الفروسية حاملا في ذاكرته وفكره صور تلك البطولات التي خطها الاباء والاجداد في سجلات الفخار الاردني.
بعد تخرج حابس من مدرسة السلط الثانوية لم يكن العام 1932 يؤرخ لدخول منتسب جديد لصفوف الجيش العربي الناشء بل يؤكد على توجهات شاب توج حياته لوطنه بالبطولة والفداء ، حيث اخذ الفتى الكركي يثبت نبوغه العسكري واخلاصه الحقيقي من خلال تدرجه في الرتب والمناصب العسكرية التي كلما علت وزاد فيها نقلت مسؤولياته وتعاظمت واجباته.
كان حابس المجالي اول ضابط عربي يدخل صفوف الجيش العربي برتبة مرشح وكان يحمل الرقم (47) اجتاز اثناء خدمته العسكرية العديد من الدورات وتسلم المواقع القيادية والتي كانت تتناسب مع رتبته والتي أهلته لموقع القيادة في الجيش العربي الاردني.
«لقد تعدت شهرته وعلاقثاته حدود الزطن» خدم في العديد من الوحدات وتشكيلات الجيش العربي مثل سلاح الفرسان وقوة الشرطة والدرك وفي العديد من المناطق الاردنية - قاد الكتيبة الرابعة وشكل الكتيبة الهاشمية العاشرة - واكب تأسيس الجيش العربي وتطوره.
في 16/12/1947 كان حابس المجالي اول ضابط عربي يقود كتيبة مشاة وهي كتيبة المشاة الرابعة (والتي اطلق عليها جلالة المؤسس لاحقا - الكتيبة الرابحة) كما عمل مرافقا شخصيا لجلالة الملك المؤسس.
ثقة مطلقة
في نيسان 1957 وقع اختبار جلالة الملك الحسين بن طلال القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية على أمير اللواء حابس المجالي ليكون رئيسا للاركان ، هذا الموقع لم يكن غريبا على ضابط اردني تدرج بالرتب والمسؤوليات منذ عام 1932 حيث يقول جلالته في كتاب مهنتي كملك «عندئذ عينت على راس الجيش امير اللواء حابس المجالي الذي كان صديقا قديما يتمتع بثقتي المطلقة».
بقي حابس باشا في موقعه الى ان احيل الى التقاعد عام 1967 – ومن ثم عين وزيرا للدفاع - ثم عين بتاريخ 16/9/1970 قائدا عاما للقوات المسلحة الاردنية - وهو اول ذابط اردني يحمل رتبة مشير.
لقد احاط خلال خدمته بكافة نظريات القيادة التي تؤثر في عملية القيادة 0 تميز بالصفات المؤثرة في القيادة والتي وردت في كتب التراث العربي الاسلامي ولا سيما (القائد العسكري) اذ ذكر الانصاري بعض هذه الصفات قائلا - ينبغي ان يكون كامل العقل - ثابت القلب - تام الشجاعة وافر اليقظة - شديد الحزم - بصيرا باحكام الحروب - عالما بتدبير العساكر وتدبير الجيوش - خبيرا بالطرق واكتساب المعرفة بكل معانيها - رحمك الله يا ابا سطام - قد جمعت كل هذا وفوقه من الصفات التي جعلت منك قائدا فذا - وبما ان الثقة شرط اساسي لازم للقيادة العسكرية وكفن القيادة فلم يبني ثقته كقائد على مرؤوسيه بالردع – بل بنى هذه الثقة من خلال المعرفة التامة والاحترام المتبادل مما آثر ايجابا على رفع المعنويات.
عند الحديث عن ابو سطام يتبادر الى الذهن فورا الحديث عن معارك القدس واللطرون وباب الواد.
يعد حابس باشا المجالي اسطورة عسكرية تجلت صورها من خلال حروب جيش الانقاذ ؛ فما زالت الوثائق العربية والاسرائيلية تشهد على شجاعته وحنكته كلما حمي وطيس المعركة ، فهو اسد معارك القدس في اللطرون وباب الواد ليسجل من سطورها اسمه الذي لمع كقائد في هذه المعارك حيث كانت ملاحم عز وفخار و استطاع القائد حابس المجالي ان يبرز من خلالها فن القيادة وعبقرية القائد - حيث الشجاعة والاقدام والتضحية والفداء والتي شكلت في النهاية بمجملها المحافظة على (عروبة القدس).
اسوار المدينة القديمة
بانسحاب القوات البريطانية في القدس في 14 ايار 1948 اخذت القوات العربية واليهودية داخل المدينة تتأهب لملء الفراغ وبحلول 16 ايار سيطرت القوات اليهودية على معظم المنطقة خارج اسوار المدينة القديمة باستثناء الاحياء الشرقية – كان هدف اليهود الاستيلاء على احياء القدس كاملة وكذلك الاستيلاء على الجبال المشرفة على باب الواد للسيطرة على الممر التاريخي لربط القدس مع الساحل – ولما كانت القدس وما تمثله محور الصراع فقد كان مفتاح القدس (في باب الواد واللطرون والجبال المشرفة عليها). تنبع اهمية المواقع التي تتمد من القدس باتجاه الغرب الى الساحل كونها (منطقة جبلية وعرة تمر من منتصفها الطريق الوحيد التي تربط بين (القدس والسهل الساحلي). «أي قوة عسكرية تتخذ من الساحل قاعدة لها – لا بد لها اذا ما ارادت الاستيلاء على القدس ان تمر من طريق باب الواد».
على ضوء هذا الموقف طالب اهالي القدس المساعدة من جلالة الملك عبدالله الاول رحمه الله، حيث استجاب جلالته لهذا النداء واصدر اواممره الى الجنرال كلوب لدخول الجيش العربي الى القدس والمحافظة عليها – يوم 18 ايار 1948 دخلت قوات من الجيش العربي الى القدس وتم تحريك قوات اخرى الى اللطرون وباب الواد (الكتيبتين الثانية والرابعة).
(اللطرون تبعد 15 ميلا غرب القدس و20 ميلا شرق تل ابيب).
كتيبة المشاة الرابعة – القائد – المقدم – حابس المجالي – لن نتطرق للتفصيلات لان تفاصيل ا لمعركة تحتاج الى صفحات – كافة المعلومات مدوننة في كتب التاريخ العسكري. سنتطرق باختصار لاهم الاحداث في هذه المعارك.
خير وسيلة للدفاع هي الهجوم
تحركت الكتيبة الرابعة لموقعها في اللطرون وباب الواد يوم 18 ايار 48 ومنذ اليوم الاول قام قائد الكتيبة بالكشف وركز السرايا وقام بكافة الاجراءات الدفاعية. ونتيجة لبعد النظر الذي تمتع به قائد الكتيبة حابس المجالي ولانه يعرف ان خير وسيلة للدفاع هي الهجوم فكان مبادرا ومنذ الليلة الاولى 18/19 لاحتلاله المواقع الجديدة بارسال الدوريات الكاشفة والمقاتلة للتحرش بالعدو وجمع المعلومات عنه بالقوة ولاثبات الوجود.
ومنذ يوم 18 ايار ولغاية 25 ايار باءت جميع محاولات العدو بالفلش لايصال التعزيزات للقدس من الساحل عن طريق باب الواد وذلك بفضل تضحيات الرجال وامام القصف المدفعي من مدافع 25 رطل وكذلك بسبب ادامة ا لتماس مع العدو الصهيوني وبشكل مستمر منذ بداية العمليات وحتى وقف – اطلاق النار النهائي – لقد اتضح للقائد حابس المجالي الاهمية الاستراتيجية للمواقع التي يدافع عنها واهميتها للطرف الاخر المعادي الذي يسعى لاحتلالها من اجل تأمين الطريق للقدس لفك الحصار عن مئة الف يهودي في القدس يعانون ويلات الحصار ونقص المواد الغذائية.
الهجوم الكبير يوم 25 ايار: من اجل اختراق الجبهة الاردنية من اللطرون حتى جبال يالو على مسافة 4كم – اصدر بن غوريون اوامره الى يادين مدير العمليات الحربية بفتح طريق باب الواد – تم حشد قوة معادية يوم 24 ايار فكانت اربعة اضعاف القوة الاردنية مع كافة اسلحة الاسناد والخدمات – فكان اللواء السابع اليهودي بقيادة اللواء (شلومو شامير) احد ضباط اليهود في الحرب العالمية الثانية ولواء هارل – وكان الهجوم يوم 25 ايار – لكن تأخر العدو في هجومه الرئيسي حتى الساعة الرابعة صباحا اتاح للمراقبات الاردنية ان تكشف العدو وخط تقدمه – استمرت هذه المعركة (15) ساعة تقريبا لكن نتائجها فاقت كل التوقعات ووضعت القادة والمحللين العسكريين عاجزين عن ادراك ما حصل وفوجئ الجميع بهذه النتائج كون ميزان القوى لصالح القوة الاسرائيلية وبشكل مضاعف من حيث القوى البشرية والمعدات وكذلك خطوط الامداد والتزويد هي اقرب للقوات المعادية لكن خسائر هذه المعركة كما قدّرها قائد الكتيبة الرابعة حابس المجالي ب(800) قتيل عدا الجرحى والاسرى فكانت الخسائر استشهاد (3) – جرحى (6).
دلت نتائج هذه المعركة على التخطيط السليم والتعاون بين مختلف الوحدات (مشاة مدفعية، اسلحة اسناد)، والقيادة الشجاعة والمعنويات العالية.
الهجوم الكبير الثاني 30 ايار: اتضح للقيادة الاردنية بان اخفاق اليهود في هجومهم على مواقع اللطرون يوم 25 ايار لن يكون خاتمة المطاف – كان دافيد بن غوريون رئيس وزراء اسرائيل يتولى توجيه العمليات العسكرية وكان يعتقد ان مصير الحرب يتوقف على نتيجة القتال بين الجيش الاسرائيلي والجيش العربي وقال حينها: «إما ان يخترق الجيش العربي مثلنا او نقوم نحن باختراق مواقعه – فاذا نجحنا نكون قد اوشكنا ان نكسب الحرب – الجبهة الرئيسية هي المنطقة التي يتمركز فيها الجيش العربي (القدس وجبال القدس)، و(ليس النقب والجليل)، انني احترم الجيش العربي الى اقصى حد.
يوم 28 ايار قرر بن غوريون تعيين الكولونيل الاميركي (دافيد ماركوس) وهو (احد خريجي كلية الاركان الاميركية وست بونت). والذي خاض معارك الحرب العالمية الثانية قائدا عاما للجبهة بين القدس واللطرون – المهمة التي اوكلت لماركوس (الاستيلاء على اللطرون وفتح طريق القدس)، ووضع تحت امرته ثلاثة ألوية (لواء اتزوني – لواء هارل – اللواء السابع). (كانت هذه القوة اكبر قوة اسرائيلية يقودها قائد واحد).
الساعة التاسعة مساء يوم 30 ايار مهد العدو لهجومه بقصف تمهيدي واتضح لقائد الكتيبة المقدسم حابس المجالي بان العدو يمهد للقيام بهجوم كبير – على اثر ذلك اصدر اوامره لكافة الوحدات بان تكون على اهبة الاستعداد – الساعة الحادية عشرة مساء تقدم العدو على محورين – احتدمت المعركة بين الطرفين وتمكن العدو من الدخول لبعض مواقع السرايا – حيث كانت ملامح بطولة وصلت لمرحلة القنابل اليدوية والسلاح الابيض وكان النشامى يرددون الله أكبر – وتم قصف بعض الاهداف في عملية ما يسمى (هدف تخليص الارواح)الساعة الثالثة صباحا توقفت المعركة وانجلى غبار القصف وتم تدمير العديد من المصفحات المعادية كانت خسائر العدو في هذا الهجوم على واجهة الكتيبة الرابعة (103) قتيل عدا الجرحى والقتلى الذين سحبهم العدو – استولت الكتيبة على عدد من المصفحات والبنادق والرشاشات – اما خسائر الجانب الاردني في الكتيبة الثانية والرابعة استشهاد (4) واصابة (7) جنود.
بلغت انباء الانتصار مسامع الملك عبدالله فاغتبط لذلك وتلقى قائد الكتيبة المقدم حابس المجالي من قيادة الفرقة البرقية التالية:
«صاحب الجلالة يشكركم على انتصاراتكم الباهرة التي تحرزونها من وقت لآخر ويرغب جلالته ان تبقوا السيارات المدرعة التي غنمتموها في معركة اللطرون صباح اليوم ليحضر لمشاهدتها».
يوم 1 حزيران وصل جلالة الملك عبدالله الى موقع اللطرون وتفقد موقع المعركة واستمع من قائد الكتيبة الى شرح عن تفاصيلها.
التفت جلالة الملك الى المقدم حابس المجالي قائد الكتيبة الرابعة قائلا: «انك وجنودك تدافعون عن ارض سبقكم للدفاع عنها قادة عظام من امثال عمرو بن العاص وصلاح الدين – من اسماك حابس ما اخطأ – لأنها حبست العدو وحُلت دون تقدمه – ان كتيبتك الرابعة هي الكتيبة الرابحة باذن الله».
الهجوم الكبير الثالث 9 حزيران
كانت الهزائم التي الحقها الجيش العربي بالقوات الاسرائيلية ضربة قاسية على اليهود بسبب الوضع التمويني الحرج في القدس – لهذا حاولوا فتح طريق جنوب الطريق الرئيسة لباب الواد من اجل تزويد يهود القدس – لكن هذا الطريق لم تقدم لهم الحل المنشود – لهذا انصبت افكار قادتهم على ضرورة القيام بهجوم ثالث واسع النطاق للاستيلاء على مرتفعات اللطرون وطريق باب الواد قبل ان تحل الهدنة التي كانت الدول الكبرى تضغط من اجل فرضها – وضع ماركوس خطة الهجوم على ان تقوم به قوة مؤلفة من ثلاثة الوية (لواء يفتاح، لواء هارل، اللواء السابع) كانت الخطة بأن يكون الهجوم على شكل كماشة ضد اللطرون وان يكون شق اسفين بين مواقع الكتيبتين الثانية والرابعة وان يكون هنالك العديد من الهجمات التضليلية.
اما في الجانب الاردني فكانت الاستعدادات قائمة في الكتيبتين الثانية والرابعة مع ادامة التماس بشكل مستمر، كذلك قام قائد الكتيبة المقدم حابس المجالي في اعادة توزيع السرايا على ضوء المعلومات المتوفرة لصد الهجوم المعادي.
ليلة 8/9 بدأ العدو بالقصف المدفعي على القوات الاردنية لتغطية زحف المشاة العادية – تقدم العدو واحتدمت المعركة وفي تمام الساعة الثانية صباح يوم 9 حزيران وصل العدو لمسافة 70 ياردة من قيادة الكتيبة – تم استخدام مدافع لميدان في الرماية المباشرة – فوجئ العدو بالقنابل وهي تتفجر بين الصخور فتتناثر شظاياها في وجوههم وبدا كان الارض اصبحت جحيماً مما اضطرهم للتراجع وهم يحملون بعض القتلى والجرحى، وفي تلك الليلة برزت اخوة السلاح – كان لسان كل واحد يقول (لن يمروا). وكانت المسألة مسألة حياة او موت.
نحن الآن في مشهد رائع من مشاهد البطولة الرائعة للقائد البطل حابس المجالي والليلل حالك والعدو يلقي بثقله وغير بعيد عن قائد الكتيبة كان الدكتور يعقوب ابو غوش طبيب الوحدة – سأله قائد الكتيبة المقدم حابس المجالي كم طلقة في مسدسك؟ ابو غوش: ست رصاصات.
قائد الكتيبة: في مسدس ايضاً ست رصاصات – صمت قائد الكتيبة لحظات.. ثم قال سنبقى هنا واذا وصل العدو الينا اطلق كل واحد خمس رصاصات عليهم «اما السادسة فنضربها على انفسنا».
في تلك الاثناء اصدر قائد الكتيبة المقدم حابس المجالي اوامره للقيام بالهجوم المعاكس وعندما كانت نجمة الصبح تطل ببهائها على المشهد الدامي – في تلك اللحظة الحاسمة طلب قائد الكتيبة المقدم حابس المجالي من مؤذن الوحدة الشيخ موسى العجلوني ان يرفع الاذان في ساحة مقام الصحابي معاذ بن جبل – فكان النداء (الله اكبر)، اهتزت نفوس الجنوب لهذا النداء المقدس وهم يقومون بالهجوم المعاكس – اندفعوا مهللين مكبرين – هزموا العدو وطردوه من المواقع التي احتلها. خسائر العدو في المقدمة قائدهم (دافيد ماركوس)، وترك على ارض المعركة حوالي (100) قتيل ما عدا القتلى والجرحى الذين سحبوهم من ارض المعركة.
اما الجانب الاردني فكانت الخسائر 7 شهداء و16 جريحاً.
في اليوم التالي، بدأت الهدنة وتوقف اطلاق النار الساعة الثامنة صباح يوم 11 حزيران 1948 بعد 25 يوماً من القتال المنهك العنيف المتواصل.
تمكن القائد حابس المجالي ان يدفع بالقوات الاردنية للتفوق وتحقيق نصر عز نظيره في تلك الحروب منادياً الجيش العربي بعبارته المشهورة (المنية ولا الدنية) لقد استطاع ابو سطام – رحمه الله – والنشامى من حوله ان يعملوا بكل تضحية وفداء من أجل المحافظة على (عروبة القدس).
ولسان حاله يقول لقد كتبت اسمي على سور الاقصى العظيم وزرعنا فيه اول بطولاتنا وبطولات النشامى الذين اخلصوا النية دفاعاً عن فلسطين التي لن تكون الا حرة يعربية.
يقول مؤسس الكيان الصهيوني ديفيد بن غوريون عام 1949 امام الكنيست «لقد خسرنا في باب الواد وحدها امام الجيش الاردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة امام الوحدات الاخرى».
خلاصة ما تقدم، لقد كان حجم القوات الاردنية ما يقارب حوالي (1200) جندي مقابل عدو كامل التسليح تعداده يصل الى (6500) جندي اما خسائر الجانب اليهودي كانت حوالي (1300) قتيل واسر عدد كبير منهم وجرح المئات، اما شهداء الجيش العربي اقل من (20) شهيداً – ليكون حابس المجالي يومها قد كسر توقعات العدو ورفع معنويات الجيوش العربية العتي عانت اخفاقات متلاحقة.
وفي القدس وبعد ثلاث سنوات من معارك القدس وبالتحديد يوم الجمعة 20 تموز 1951 وصل جلالة الملك عبدالله بن الحسين الى القدس لاداء صلاة الجمعة في الاقصى .
كانت الاوامر صدرت بتشديد الحراسة على جلالته وكان العقيد حابس المجالي مرافقاً لجلالته، التفت جلالته الى حابس المجالي قائلا لا تحبسني يا حابس من اسماك حابس ما غلط..
رفض جلالته ان يرافقه الحرس الى داخل المسجد – حيث خرج رجل يحمل مسدساً استخدمه في اغتيال جلالته – سقط مؤسسة المملكة شهيداً على ارض الاقصى – تم القضاء على الجاني – بقي المسدس الذي استخدم في عملية الاغتيال لدى حابس باشا ثم وضع في صرح الشهيد.
عاصمة للأمن والطمأنينة
شارك المشير حابس المجالي في المعارك اللاحقة التي خاضها الجيش العربي في مواجهة العدو الاسرائيلي عام 1967.
وفي ظروف صعبة واجهت الاردن عقب احداث ايلول اصبح المشير حابس المجالي قائداً عاماً للجيش العربي عام 1970، ليثبت من جديد انه الجندي الوفي والشجاع وانه قادر اذا ما دعت الحاجة ان يلبي نداء الواجب في احلك الظروف – لتعود عمان عاصمة للأمن والطمأنينة وداراً لاحرار العرب – لذلك لم يبخل حابس باشا بيوم واحد من عمره على الوطن الغالي.
تقلد المشير حابس المجالي العديد من الأوسمة والشارات تقديراً لمسيرته الناصعة من ابرزها (النهضة المرصع – الكوكب – الاستقلال جميعها من الدرجة الاولى – وسام الاستحقاق السوري الرافدين العربي – الارز اللبناني – اوسمة اخرى من الصين، ايران وغيرها.
في 22 نيسان 2001 توفي المشير حابس المجالي – رحمه الله – في عمان عن عمر يناهز التسعين عاماً بعد ان عمل نحو نصف قرن في الجيش العربي الاردني حتى بلغ اعلى المناصب وهو القائد العام للقوات المسلحة الاردنية.
وقد وري الثرى في كرك التاريخ والمجد في مسقط راسه بلدة الربة (ربة مؤاب) الى جوار ابن عمه الشهيد هزاع المجالي رحمه الله.
اعتقد انه في لحظاته الاخيرة رحمه الله كان يجول في خاطرة (خالد بن الوليد) وكان يردد (ها انا اموت على فراشي فلا نامت اعين الجبناء فلا نامت اعين الجبناء) وكانت آخر وصاياه – (الاردن).رحمك الله يا ابا سطام واسكنك فسيح جناته.
* لواء ركن متقاعد- مصطفى محمد المجالي
قيادة الجيش والمشيرحابس المجالي
المشير الركن حابس ارفيفان المجالي
إن مسرح عمليات الجيش العربي الأردني كان يمتد من جنين شمالا، فنابلس والقدس، وباب الواد، واللطرون، واللد، والرملة، إلى الخليل جنوبا، وأن مجموع شهداء الجيش العربي ، قد بلغ في حرب عام 1948، (1258) ألفا ومئتين وثمانية وخمسين شهيدا من غير المتطوعيين، وقد خاض هذا الجيش، معارك اللطرون، وباب الواد ، والقدس، وجنين ، ونابلس، و اللد، و الرملة ، والخليل.ملخص لمعركتي اللطرون و باب الواد :معركة اللطرون :اللطرون معركة بين الجيش الأردني والقوات الإسرائيلية استمرت من 15 مايو حتى 23 مايو 1948، وهي إحدى معارك القدس في الحرب العربية الإسرائيلية (حرب 1948) تبعت هذه المعركة معركة اخرى هي باب الواد والتي من خلالها تم تحرير القدس. تعتبر معركتي اللطرون وباب الواد من قلائل المعارك العربية التي تكللن بالنجاح فلقد استطاع 1200 جندي اردني من الدفاع عن القدس بمقابل 6500 اسرائيلي .كانت خسائر الفوات الأسرائيليه كبيره في هذه المعركة وقاد القوات الأردنية المشير حابس المجالي. وقاد الجيش الأسرائيلي أرئيل شارون الذي اصبح في ما بعد رئيسا للوزراء(2001-2006). وقد جرح أرئيل شارون في المعركة وقع أسيرا بيد الجيش العربي الأردني وقد أسره يومها النقيب حابس المجالي –المشير فيما بعد- الذي عالجه ونقله إلى الخطوط الخلفية، ثم إلى المفرق في الأردن حيث أقيم معسكر اعتقال الأسرى اليهود، وتم تبديله بأسير عربي عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانية .في عام 1985 قال النائب الأسرائيلي عوزي لاندو في الكنيست ان عدد القتلى الأسرائيلين في اللطرون تجاوز ال 2000 قتيل,وبعد انتقادات شديدة فام بتقليل تقديراته إلى ال 1000معركة باب الواد : باب الواد معركة بين الجيش الأردني وقوات الاحتلال الإسرائيلية عام 1948، وهي إحدى معارك القدس في (حرب 1948) حدثت بعد اقل من اسبوع من معركة اللطرون.استطاع من خلالها الجيش الأردني تحرير القدس من قوات الاحنلال الأسرائيلية و كانت خسائر قوات الاحتلال الإسرائيلية هائلة في هذه المعركة فقد قتل المئات وجرح أكثر من ألف ولم يخسر الجيش الأردني سوى 20 شهيدا.قاد القوات الأردنية في تلك المعركة الضابط نواف جبر الحمودقال رئيس الوزراء الكيان الصهيوني ومؤسس الكيان الإسرائيلي ديفيد بنغوريون في حزيران عام 1949 امام الكنيست: "لقد خسرانا في معركة باب الواد وحدها امام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة" .بعض ما قيل عن/في الجيش العربي الأردني في دفاعه عن ثرى القدس و فلسطين عام 1948 :
** مذكرات فوزي القاوقجي القائد الميداني السوري لجيش الانقاذ في فلسطين العام 1948 حيث قدم شهادة حق في القوات الاردنية التي شاركت في تلك الحرب الذي سرد في مذكراته " ان الجيش العربي الاردني في فلسطين كان يشكل الامن للمواطنين والطمانينة الوحيدة التي تثبتهم في قراهم وتحول دون نزوحهم "
** (بن غوريون) –رئيس وزراء اسرائيل - "إن مصير الحرب ، يتوقف على القتال بين الجيش الإسرائيلي، والجيش الأردني ، فإمّا أنْ يخترق الجيشُ العربي الأردني مثلثنا ، أو أن نقوم نحن، باختراق مواقعه ، فإذا نجحنا ، نكون قد أوشكنا أن نكسب الحرب ، فالجبهة الرئيسية التي تواجهنا ،هي التي يتمركز بها الجيش الأردني ، في منطقة القدس وجبالها(منطقة وسط فلسطين )،وليس تلك التي يتمركز بها الجيش المصري في النقب، أو الجيش السّوري في الجليل . إنني أحترم قدرة الجيش العربي الأردني، وشجاعة جنوده ".
** (بن غوريون) –رئيس وزراء اسرائيل - "لقد خسرانا في معركة باب الواد وحدها امام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة"
** سنة 1948 وفي اجتماع لبن غوريون مع يغال يالدين (رئيس هيئة الأركان في حرب 1948) يتفق الاثنان على ضرورة احتلال الضفة الغربية وإكمال المهمة الى الضفة الشرقية. إلا أنه في اجتماع المجلس الوزاري، هُزِم هذا الاقتراح وكان السبب التساؤل عن "كيف نحتل الضفة والجيش الأردني موجود ؟"
** ان الجيش العربي الاردني بجنوده و ضباطه - وهي حقيقة لا ريب فيها - من اكثر الجيوش العربية - ان لم يكن اكثرها - تعليما و تدريبا و طاعة و تنظيما. واكثرها قدرة و معرفة في فنون الحرب و النضال. وهو الجيش الذي كان اقرب اقرب الى ميادين القتال في الحرب من اي جيش اخر. " عارف العراف"
** بعد الحرب وإعترافاً من الإسرائيليين بضراوة المقاومة التي لاقاها جيشهم على يد الجيش العربي الأردني أقاموا نصباً كتبوا عليه "هنا يرقد جنود أردنيون قاتلوا ببسالة"
** ان اليهود لم يوقعوا اي وثيقة استسلام بعد يهود بني النضير الا في حرب العام 1948 ومع الجيش العربي الاردني حين استسلم الحي اليهودي باكمله للجيش الاردني وتم فرز الشباب واخذهم اسرى الى منطقة ام الجمال في المفرق وكانت تلك الاتفاقية يوم الثامن والعشرين من شهر ايار العام 1948 ووثائق الاتفاقية ما زالت تحت الحفظ.
** إنّ جلالة الملك المؤسس الشهيد عبد الله بن الحسين، كان أول زعيم عربي، يصدر قرارا في العاشر من نيسان 1948، أعلن فيه: بأن الجيش العربي الأردني، سيدخل فلسطين فور انتهاء الانتداب البريطاني عليها، في 15 أيار عام 1948،ثم حذا حذوه بعد ذلك، بعض الزعماء العرب،الذين شاركوا في الحرب. كما كان اول زعيم يصل القدس اثناء المعركة حيث تفقد عمليات القوات العسكرية في فلسطين، والتقى(المقدم حابس المجالي) / قائد الكتيبة الرابعة ، التي كانت تدافع عن القدس ،وقال له : " إنك تدافع وجنودك ،عن أرض ٍ سبقكم بالدفاع عنها قادة ٌ عظام، من أمثال عمرو بن العاص ،وصلاح الدّين الأيوبي، وإنّ كتيبتك الرابعة، هي الكتيبة الرابحة بإذن الله".
** مذكرات فوزي القاوقجي القائد الميداني السوري لجيش الانقاذ في فلسطين العام 1948 حيث قدم شهادة حق في القوات الاردنية التي شاركت في تلك الحرب الذي سرد في مذكراته " ان الجيش العربي الاردني في فلسطين كان يشكل الامن للمواطنين والطمانينة الوحيدة التي تثبتهم في قراهم وتحول دون نزوحهم "
** (بن غوريون) –رئيس وزراء اسرائيل - "إن مصير الحرب ، يتوقف على القتال بين الجيش الإسرائيلي، والجيش الأردني ، فإمّا أنْ يخترق الجيشُ العربي الأردني مثلثنا ، أو أن نقوم نحن، باختراق مواقعه ، فإذا نجحنا ، نكون قد أوشكنا أن نكسب الحرب ، فالجبهة الرئيسية التي تواجهنا ،هي التي يتمركز بها الجيش الأردني ، في منطقة القدس وجبالها(منطقة وسط فلسطين )،وليس تلك التي يتمركز بها الجيش المصري في النقب، أو الجيش السّوري في الجليل . إنني أحترم قدرة الجيش العربي الأردني، وشجاعة جنوده ".
** (بن غوريون) –رئيس وزراء اسرائيل - "لقد خسرانا في معركة باب الواد وحدها امام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة"
** سنة 1948 وفي اجتماع لبن غوريون مع يغال يالدين (رئيس هيئة الأركان في حرب 1948) يتفق الاثنان على ضرورة احتلال الضفة الغربية وإكمال المهمة الى الضفة الشرقية. إلا أنه في اجتماع المجلس الوزاري، هُزِم هذا الاقتراح وكان السبب التساؤل عن "كيف نحتل الضفة والجيش الأردني موجود ؟"
** ان الجيش العربي الاردني بجنوده و ضباطه - وهي حقيقة لا ريب فيها - من اكثر الجيوش العربية - ان لم يكن اكثرها - تعليما و تدريبا و طاعة و تنظيما. واكثرها قدرة و معرفة في فنون الحرب و النضال. وهو الجيش الذي كان اقرب اقرب الى ميادين القتال في الحرب من اي جيش اخر. " عارف العراف"
** بعد الحرب وإعترافاً من الإسرائيليين بضراوة المقاومة التي لاقاها جيشهم على يد الجيش العربي الأردني أقاموا نصباً كتبوا عليه "هنا يرقد جنود أردنيون قاتلوا ببسالة"
** ان اليهود لم يوقعوا اي وثيقة استسلام بعد يهود بني النضير الا في حرب العام 1948 ومع الجيش العربي الاردني حين استسلم الحي اليهودي باكمله للجيش الاردني وتم فرز الشباب واخذهم اسرى الى منطقة ام الجمال في المفرق وكانت تلك الاتفاقية يوم الثامن والعشرين من شهر ايار العام 1948 ووثائق الاتفاقية ما زالت تحت الحفظ.
** إنّ جلالة الملك المؤسس الشهيد عبد الله بن الحسين، كان أول زعيم عربي، يصدر قرارا في العاشر من نيسان 1948، أعلن فيه: بأن الجيش العربي الأردني، سيدخل فلسطين فور انتهاء الانتداب البريطاني عليها، في 15 أيار عام 1948،ثم حذا حذوه بعد ذلك، بعض الزعماء العرب،الذين شاركوا في الحرب. كما كان اول زعيم يصل القدس اثناء المعركة حيث تفقد عمليات القوات العسكرية في فلسطين، والتقى(المقدم حابس المجالي) / قائد الكتيبة الرابعة ، التي كانت تدافع عن القدس ،وقال له : " إنك تدافع وجنودك ،عن أرض ٍ سبقكم بالدفاع عنها قادة ٌ عظام، من أمثال عمرو بن العاص ،وصلاح الدّين الأيوبي، وإنّ كتيبتك الرابعة، هي الكتيبة الرابحة بإذن الله".
المشير حابس المجالي
مرحوم ياللي ما تهـاون ولا هـان سبعين عــــــــام هامته وعقـــــالهـــا
ما حط عند الباب للنـــاس سجـان أو كلب ينبح في وجـــوه رجالهـــا
ولا رد من طقـوا على الباب ضيفـان عنهم كبيرات المصايب شالـهـــا
انسان ما مثلـه مع الناس انسـان حابس ترفـــــــع عن اذى جهـــالهـــا
ما حط عند الباب للنـــاس سجـان أو كلب ينبح في وجـــوه رجالهـــا
ولا رد من طقـوا على الباب ضيفـان عنهم كبيرات المصايب شالـهـــا
انسان ما مثلـه مع الناس انسـان حابس ترفـــــــع عن اذى جهـــالهـــا
جنازة المشير حابس المجالي
جنازة المشير حابس المجالي فوق المدرعة العسكريه
لم يمر على الكرك يوم اسود بعد ايام موت الشيخ دليوان ابو عناد المجالي ولكن الصوره تكررت بوجوه اهالي الكرك حيث ظهر بكاء الرجال على الرجال وجاء كل من عرف حابس من داخل الاردن وخارجها ليشارك فقيد الوطن وحامي حماها واسطورة اللطرون وباب الواد...ولعلي اذكر كم بكت النساء على سفوح الكرك وبكى الرجال حرقتا على شيخهم واسدهم ....رحمك الله ياسيد الرجال وقائد الحب والحرب....وصانع الرجال رحمك الله يا ابو سطام
ما الوم حـــــــزنك والوجــــــــايع كنينه
ومالوم عين (ن) نزفــــــها الدمع لذّاع
يارب تسـكّنها بجـــــــــــــــــنة عدينه
ويوم المحـــاسب لهلها خــير شـفّاع
حــــــــكم القدر ماض بزينه وشـــينه
نرضى بحـــــــــــكم الله ومنّاب جزّاع
ومحدن يرد الموت لا حـــــــل حـــينه
ولابد من يومن ويطوى لنا شـــــــراع
ويســقيك ياقبر(ن) (لما) به دفــــينه
يســـ قيك مزن الوسم في كل مرباع
ما الوم حـــــــزنك والوجــــــــايع كنينه
ومالوم عين (ن) نزفــــــها الدمع لذّاع
يارب تسـكّنها بجـــــــــــــــــنة عدينه
ويوم المحـــاسب لهلها خــير شـفّاع
حــــــــكم القدر ماض بزينه وشـــينه
نرضى بحـــــــــــكم الله ومنّاب جزّاع
ومحدن يرد الموت لا حـــــــل حـــينه
ولابد من يومن ويطوى لنا شـــــــراع
ويســقيك ياقبر(ن) (لما) به دفــــينه
يســـ قيك مزن الوسم في كل مرباع